أبو ماهر
وسط الدكاكين العتيقة في قلب البلدة القديمة، بحي الزيتون شرقي مدينة غزة، تجد دكانًا صغيرًا لا تتجاوز مساحته المترين، يحوي كنزًا من ماكينات الخياطة الأثرية.
ستقابل هناك رجلًا ثمانينيًا، يجلس مع أقرانه على باب دكانه، يُدعى زكريا الجيار “أبو ماهر”، يعمل في تصليح ماكينات الخياطة منذ أكثر من خمسة وخمسين عامًا، دون كلل أو ملل.
يروي الجيار: “تعلمت المهنة من خلال الماكينات التقليدية القديمة، لأفتتح دكاني الأول في معسكر جباليا عام 1955، حيث كان العمل والدخل وفيرين لكثرة معامل الخياطة النسائية آنذاك”.
ويضيف: “لا أنسى الخمس ليرات التي جنيتها من عملي الأول في تصليح ماكينة خياطة، حينها كنت لا أملك المعدات اللازمة لذلك، فذهبت واستعرتها من أحد الجيران. أحرص على فتح الدكان بشكل يومي من شروق الشمس حتى مغربها على الرغم من قلة العمل فيه”، مؤكدًا على أنه متمسك بمهنته التي لا تسد قوت يومه في وقتنا الراهن.”
ويشير إلى أنه يحتفظ بماكينة خياطة قديمة تعود للعهد العثماني، إذ تعتبر الأقدم في المكان، ولا يريد التفريط بها بأي شكل من الأشكال، لافتًا إلى أنه لا يزال يستخدم المعدات القديمة في تصليح الماكينات حتى يومنا هذا.
ويختم الجيار: “مع استيراد الملابس الصينية، قلَّ التصنيع المحلي، وبالتالي تراجع استخدام ماكينات الخياطة”، مشيرًا إلى أن أكثر من 2000 مصنع ملابس قد أُغلق في قطاع غزة، مما أدى لارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير.