محمود محمد ابو العيش
“مشهد استشهاده المؤلم كان عالجزيرة، زي كتير مشاهد صعبة شفناها. هالمرة كان أخي محمود، اللي استشهد وهو جريح على كرسي عجلات عند مدخل مستشفى كمال عدوان.”
“محمود محمد أبو العيش، 18 سنة، من معسكر جباليا، كان شاب مسؤول بمعنى الكلمة، بيشتغل بمحل ملابس ومعتمد على نفسه. هو أخونا البكر والوحيد بين أربع أخوات.”
“بتاريخ 5 ديسمبر 2024، وبعد سنة من الحرب القاسية على جباليا، كنا مقطوعين من المي. محمود قرر يطلع يعبي مي، ولما كان لسا ع باب البيت، استهدفته الكواد كابتر. إصابته كانت بسيطة برجليه وفيه شظايا صغيرة برقَبته. أخدناه بسرعة على مستشفى كمال عدوان.”
“بعد ساعة من وصوله للمستشفى، وصلت أخبار إن الاحتلال ناوي يقتحم المستشفى. وقتها خالي بلال محمد صالح إجا عشان يطلعه، لأنه محمود ما كان قادر يمشي. أصر محمود وخالي يطلعوا من المستشفى. بس بمجرد ما طلعوا من هناك، استهدفتهم الكواد كابتر مرة تانية، بس هالمرة استشهد محمود وخالي بلال.”
“فقدنا محمود، أخونا الوحيد، وخالي بلال، اللي كان متجوز قبل الحرب بأسبوعين ورُزق بطفل ما لحق حتى يفرح فيه. فقدناهم سوا، وما قدرنا حتى نودعهم بسبب الحصار الخانق على مخيم جباليا.”
رسالة وصلت للصفحة من اخته فاتن محمد. في إحدى الصور يظهر الشهيد بلال صالح.