أحلام أبو معمر

قالت أمي قبل استشهادها بساعات “كله لربنا ولا حاجة بضيع عند ربنا الأجر عند ربنا وبس” وهذه الجملة التي علمتنا إياها حبيبتي منذ الصغر وعلمتنا أن نؤثر على أنفسنا ونعطي الغير لأننا سنجد الأجر عند الله.”

أمي أحلام أبو معمر وكما أناديها “حلومة عمري” لن يكفي الحديث عنها في كتب ومجلدات فأمي كانت نبع بساطة ، لطف وحياة. تحب الخير للغير وتحب أن تعطي الجميع. هادئة و ذات قلبٍ وسيع تسامحنا بثانية حين نخطئ. هي من أسمتني رضوان فاليوم لي من اسمي نصيب فارضي على فقدها هي وأبي وأخوتي وأختي وابنة أختي.”

كان للعلم مكانة عالية لدى أمي، في يوم حصول رواء اختي على درجة الماجستير كان يومًا سعيدًا جدا لامي، في الصورة امي تحتضن رواء في ذلك اليوم ومن وحولها اخواني محمد ومنصور، اللذان أخذتهم أمي معها إلى الجنة وتركت لي رواء لاعتني بها واحتضنها و لا تزال مصابة لهذا اليوم.”

“كانت أمي تحب شجرة العنب التي كانت أمام منزلنا ـ ولنا فيها ذكريات كثيرة معها ، فهي التي تحتها جمعتنا وسهراتنا وقهوتنا وكل أفراحنا وأتراحنا.كانت تصنع منها أمي ورق العنب حين أعود من جامعتي لأنها تعلم كم أحبه وكان من ألذُ مأكولات العالم من يدها. وكانت تصنع حبيبتي مناقيش الزعتر ونأكلها كأننا نأكل من أكبر بوفيات العالم، فكانت هي تزرع الزعتر بأرضنا وتطحنه.

“”واليوم! أحن إليكِ يا أمي ، أحن إلى مناقيش أمي وقهوة أمي وبساطة أمي ولمسة أمي. استشهدت أمي برفقة أبي وأخوتي وأختي وابنة أختي و22 إنسان من إخوتها وأخواتها وأبنائهم وأحفادهم بتاريخ ٢٠ ديسمبر.”
”

رسالة وصلت للمنصة من ابنها رضوان أبو معمر.الذي يظهر معها في الصور.