أم سمير الشما
تلك الأيام كانت كلها خير وبركة
ولدت أم سمير الشما في قرية دير القاسي في فلسطين، كان عمرها ١٧ سنة حين تم تدمير قريتها وتهجير اهلها في العام ١٩٤٨ . انتقلت ام سمير للعيش في منطقة بعلبك في لبنان وبعد خمس سنوات توفي زوجها، وأصبحت مسؤولة عن أربعة أولاد. لم تجد أم سمير خيارًا سوى العمل لتوفير الرزق لأولادها، وبدأت في العمل كعاملة في مطعم الأونروا.
عملت أم سمير في مطعم الأونروا (وكالة غوث اللاجئين )لمدة ثلاثين عاماً، حيث كان تقدم وجبات غذائية للتلاميذ في مخيمات لبنان. عملت في عدة مخيمات مختلفة بسبب تواجد مطاعم الأونروا في كل مخيم، بما في ذلك مخيمات عين الحلوة، البص، برج البراجنة، وبرج الشمالي. تتذكر أم سمير بشوق حكاياتها مع الاطفال حين كانوا يأتون إلى المطعم ويحملون بطاقاتهم لاستلام وجباتهم، ويسألون عن نوع الطعام وما إذا كان هناك تحلاية.
وصلت أم سمير الشما أخيرًا إلى مخيم الرشيدية واستقرت هناك. ومع بداية الحرب الأهلية في لبنان، توقف العمل في مطاعم الأونروا، وانتهى عمل أم سمير كعاملة في المطعم. ورغم التعب والمشقة التي كانت تواجهها في العمل، كانت تومن بأن تلك الأيام كانت كلها خير وبركة.