الأطفال غدي وجمال وبهاء موسى
“صغاري غدي وجمال وبهاء موسى ، مثل كل ليله من ليالي الحرب يأتي الظلام ويأتي معه شبح الخوف الذي كنت أراه في عيونهم حيث نبدأ بالدعاء لانهاء الحرب ، استودعت صغاري ونمنا وإذ بقصف لمخبز قريب جدا وكأنه فوق رؤوسنا، صوت الركام مع صرخات اطفالي ورائحة البارود”.
“حملت ابني بهاء ذو ال 8 اشهر في حضني. نزلنا انا وزوجي وابنتي غدي، 9 اعوام، وجمال 6 اعوام ، مسرعين نبحث عن مكان آمن في بيت جدهم . بينما منة ابنتي الكبرى، 12 عاما، كانت تنام بجوار جدتها.”
“جمال إصابته حرارة عالية بسبب الخوف الشديد ، أعطيته مسكنات وخافض حراره ونام في في حضني ولكن دون جدوى، كنت أسمع ضربات قلبه ونفسه عالي جدا، في اليوم التالي صعدنا لبيتنا في الطابق الثالث ووجدنا اضرار بسيطه جدا، قلنا الحمد لله المهم نحن واطفالنا بخير لم أكن أعلم انها اخر ليله اقضيها مع أبنائي.”
“في اليوم التالي، كانت لا زالت حرارة جمال مرتفعة ، نام صغيري وقد وضعت يدي على رأسه وقلت ” والله يما الحاره ماهي حلوه من غير صوتك” .لم أكن أعلم أنه في هذه اللحظه قد ودعته وأنها آخر لمسه له. وفي لحظة خرج جمال من الغرفه نظر الي من غير اي كلمه ونام في الصاله وخرجت غدي وهي تحمل بهاء تقول لي “هي بهاء كمان صحي لك” لتكن هذه اااخر نظره لاطفالي، اخر كلمه لغدي .
“استيقظت في المشفي وكنت لا اعلم لما انا هناك ولاا أتذكر شيئ عن الحادث وكأن الزمن توقف هناك، عندها بدأت افهم، بدأت اسأل عن أولادي، ويقولوا لي” أطفالك بخير اطمني” ولكن قلب الأم واحساسي عرفت من تلقاء نفسي انهم استشهدوا سألت عن زوجي قالو لي بخير ذهب عند الصغار قلت لهم “لااا راح يدفنهم، انتم بتكذبوا علي”
“بعدها جاء اخي وهمس في أذني قال لي: ” جمال وغدي وبهاء استشهدوا ومنه مصابة” ، يا الله ما أصعبها من همسات،شعرت وكأن قلبي سيخرج من بين ضلوعي نار واشتعلت في صدري ولكن المعجزة عندما ينزل الله الصبر على قلبي المعجزة
” متأخر اكثر علمت ان اخ زوجي وزوجته وأطفاله الثلاثة وابنه اخيه الاخر شهداء، وانا الناجية الوحيدة من الطابق هذا ما أراده الله لأبقى لابنتي منة.. ليودع بيتنا ٩شهداء في تاريخ 25 أكتوبر في مجزرة في منطقة المغازي بمعنى الكلمة “.
كتبت الرسالة للصفحة والدتهم، ووصلتنا عن طريق قريبتهم وصديقة الصفحة اية البدرساوي.